طعم الوطن (إبراهيم مقدير)

طعم الوطن...
""""""""""""""""""""""
لا أقصد ماهية الوطن ولا هويته ولا حتى موقعه ...سأترك ذلك لكل متفيهق متشدق ممار ، يلجأ حينها لكل علم ينهتي ب ( جيا).. فلست مفكرا ولا أكاديميا ولا منظرا ...فقط أنا مواطن يتذوق الوطن ويستسيغه ويجد طعمه اللذيد في قصة شهيد ،يسكب خلالها عبرات حارة عن مجد تليد...أو ينتشي ويتيه في سكرة حينما يسمع في مدحه عذب القصيد... أنا ذاك الجزائري الذي يفاخر بكل زناد ومقصلة من حديد ...ويهتز طربا لموقف يرفع الهامة حيث الفضاء البعيد ...ويزداد نبضي حتى أخال قلبي تملص من عنانه وبارح صدري ،حال رؤيتي أو سماعي لطفرة من جهبذ أتى بكل جديد مفيد ... فأكبر وأصفق خلسة على من يحمل دمي في الوريد ....حالي تجاه وطني كحال الطفل الوليد يرقب إطلالة الوالد ببذلة العيد ويخاله في كل حين بطلا صنديدا... أو كرضيع يرنو عند كل صيحة إلى حضن دافىء فيرتوي لبنا ويطلب المزيدا...
لم أسكب الدمع غزيرا على فراق أحبتي وأعزهم أبتي ،لعلمي يقينا أن خالقي يعوضني في مصيبتي..ولم أجزع على خطب ألم بي ...أو فاقة أو سقم هد حيلتي لأن صبري واحتسابي سيواري لا محالة محنتي ....لكن دمعي وابل على ما يضرك وطني ....
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
إبراهيم مقدير