بحـث
المواضيع الأخيرة
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
كلنا جزائر ( للأديب نور الدين العدوالي)
صفحة 1 من اصل 1
كلنا جزائر ( للأديب نور الدين العدوالي)
كلنا " جزائر"
لامزايدة في حب الوطن!
إعادة نشر: عشية يوم الشهيد ، في ذكرى شهداء سنوات الجمر.
من مجموعتي القصصية " تذاكر للحب و أخرى للخبز و النار":
مطاردة ..رصاص..و زغاريد !!!
تنطلقُ هذه القريةُ بسرعة لا إرادية راجعةً إلى تقاليدِها ، مُمتَطيةً أحصنةً من بؤسٍ و شَقاء ، يُصَفِّق الفقرُ ، تهتِف الأوجاعُ ، و ترقصُ لذلك البراغيث ، يشرب المنتصرُ رحيقَ المساكين ، يسود الضّجيجُ ، و تعُمُّ الفوضى أرجاءَ القريةِ النّائمةِ في تابوتٍ من المبادئ الجَوفاء.
يَنجلي الغُبارُ ، تخرجُ " فاطمة" مستيقظةً في مُنتصَفِ حُلمها الأخير ، هادئةً تأتي " فاطمة" كأحاديث السَّمر ، و من جبينها ينطلق شعاعٌ آتٍ من القمر ، براءةُ الطفولةِ ترقصُ في وجنتيها ، و في أنفها الصّغير عُنفوانُ الغَجَر ، تلهو " فاطمة" ..تعبث.. تُسامح.. تُحِسّ برغبةٍ جامِحَة في الرَّفرَفَة ، لِتَفِرَّ بنفسِها إلى نفسِها ، ثمّ تغضب.. تثور.. و ترفض لتقبل ، و ترفض بعد ذلك لترفض ، ثم ترفض ، و ترفض، و ترفض...
تبكي " فاطمة" و " فاطمة" أخرى إلى جانبها تبكي ، فتبكي لبكاء " فاطمة" الفاطماتُ ، و حينذاك يَنفذ كلُّ التَّجَلُّد ، فتبكي لبكاء " فاطمة" الصُّخور ، و تهتزُّ لِرَعشتها القُبور...
بين أشجار الصَّندَل و الصّنوبر تَوارَى وَالدُ " فاطمة" و رَحَل من هُنالك إلى مَلَكُوتِ الطُّهر ، يومَ جاء غُرَباء و جَرجَروه ، تَشَبَّثَت بأبيها المسكينة"فاطمة" تصرخ.. تستغيث.. و تترجّى: اتركوه ، باللّه عليكم تعالوا بعد العيد و خذوه ، و إن شئتم حتى بالسّلاسل و الأغلال كَبِّلُوه ، فَغَدًا العيدُ ، و ليس لي أن أُقَبِّلَ في قريتي غيرَ أبي دُونَما مُقابِلٍ و لا هديّة.. بِوحشِيّة قتلوه على مَرأى من عين " فاطمة" تَقَعقَعَ في قلبها الانهزامُ ..هَوَت لأجلها النّجومُ..احتجب القمر.. و تقيّأ الصّنوبرُ رائحةَ الإجرام!
وَجَعُ الحقيقةِ يَمتَطي كاهِلَ " فاطمة" مَركَبةً للجِراحات ، و سُفُنًا لِمَرارَة الأيامِ و عَلقَمِ الزّمنِ المُتعَفّن.. ذاكَ السِّحرُ الجميل في عينَي " فاطمة" ما عاد سِحرا ، أعاصيرُ في أحشائها تتشكَّل ، غُيومٌ زاحِفة و طوفانّ رَهيب،..
مُذ رَحَلَ مقتولا بِجُبنٍ و غَدرٍ ذاك الأبُ الوَدود ، " فاطمة" ما أصبحت تُبصِر " فاطمة" و لا كل الفاطمات الأخريات! الدنيا أضحَت أشباحا تُمارسُ الرّقصَ في عَتماتٍ داجِنة على أشلاء ذكريات هَشيميّة.
تلك الفراشة المُتَرنّحة دُونَما وَتَر، لا تَقبَلُ ها هنا أيّةَ دعوةٍ للسّفر.. تلك الزهرة القُزحيّة ما عادت تَثِقُ بِضَوء القمر ، و " فاطمة" الآن سَحبَت شهادتها من هذا الوُجُود اللّامَوجُود بأن البشر بشر ، و بأن الضمائر أبدا لا تولد في الحَجَر...
ما بقي على زفاف" فاطمة" غيرُ يومً أو بعض يوم ، لطالما أجّلَت هذا الموعد ، و لكن رغم الجراح ، و رغم القهر لا بُدَّ لي أن أنتصر! قالت " فاطمة" هذا الكلام ل" فاطمة" و كلام آخرُ يتجاوز حدودَ الشّمسِ لم تَقُلهُ " فاطمة" ل" فاطمة" و تفهّمَت كلّ الفاطمات الصّمتَ الأليمَ في قلب " فاطمة" المُتعَب من نبضات البَينِ ، و لوَاعِجِ الحنين .
و يوم الزّفاف تقِفُ كلّ الوُجوه استعدادا لخروج " فاطمة" من أزمتها الأخيرة ، و بعد سنوات عِجافٍ تخرج " فاطمة" يقودها الأطفالُ الأبرياءُ في ثوب رائع الخُضرة ، فاتن الحُمرة ، ناصع البياض ، يُتوّجُها النّجم ، و يحرسها الهلال ، و عندئذ تذهل العيون ، و ترتعش السماء ، و تسقط كل الكاميرات المخفية...
نورالدين العدوالي / عين البيضاء / الجزائر
حازت أحسن إنتاج تربوي لعام 2010/ تكريم من وزير التربية الأسبق: بوبكر بن بوزيد / ثانوية حسيبة بن بوعلي / القبّة / الجزائر العاصمة
لامزايدة في حب الوطن!
إعادة نشر: عشية يوم الشهيد ، في ذكرى شهداء سنوات الجمر.
من مجموعتي القصصية " تذاكر للحب و أخرى للخبز و النار":
مطاردة ..رصاص..و زغاريد !!!
تنطلقُ هذه القريةُ بسرعة لا إرادية راجعةً إلى تقاليدِها ، مُمتَطيةً أحصنةً من بؤسٍ و شَقاء ، يُصَفِّق الفقرُ ، تهتِف الأوجاعُ ، و ترقصُ لذلك البراغيث ، يشرب المنتصرُ رحيقَ المساكين ، يسود الضّجيجُ ، و تعُمُّ الفوضى أرجاءَ القريةِ النّائمةِ في تابوتٍ من المبادئ الجَوفاء.
يَنجلي الغُبارُ ، تخرجُ " فاطمة" مستيقظةً في مُنتصَفِ حُلمها الأخير ، هادئةً تأتي " فاطمة" كأحاديث السَّمر ، و من جبينها ينطلق شعاعٌ آتٍ من القمر ، براءةُ الطفولةِ ترقصُ في وجنتيها ، و في أنفها الصّغير عُنفوانُ الغَجَر ، تلهو " فاطمة" ..تعبث.. تُسامح.. تُحِسّ برغبةٍ جامِحَة في الرَّفرَفَة ، لِتَفِرَّ بنفسِها إلى نفسِها ، ثمّ تغضب.. تثور.. و ترفض لتقبل ، و ترفض بعد ذلك لترفض ، ثم ترفض ، و ترفض، و ترفض...
تبكي " فاطمة" و " فاطمة" أخرى إلى جانبها تبكي ، فتبكي لبكاء " فاطمة" الفاطماتُ ، و حينذاك يَنفذ كلُّ التَّجَلُّد ، فتبكي لبكاء " فاطمة" الصُّخور ، و تهتزُّ لِرَعشتها القُبور...
بين أشجار الصَّندَل و الصّنوبر تَوارَى وَالدُ " فاطمة" و رَحَل من هُنالك إلى مَلَكُوتِ الطُّهر ، يومَ جاء غُرَباء و جَرجَروه ، تَشَبَّثَت بأبيها المسكينة"فاطمة" تصرخ.. تستغيث.. و تترجّى: اتركوه ، باللّه عليكم تعالوا بعد العيد و خذوه ، و إن شئتم حتى بالسّلاسل و الأغلال كَبِّلُوه ، فَغَدًا العيدُ ، و ليس لي أن أُقَبِّلَ في قريتي غيرَ أبي دُونَما مُقابِلٍ و لا هديّة.. بِوحشِيّة قتلوه على مَرأى من عين " فاطمة" تَقَعقَعَ في قلبها الانهزامُ ..هَوَت لأجلها النّجومُ..احتجب القمر.. و تقيّأ الصّنوبرُ رائحةَ الإجرام!
وَجَعُ الحقيقةِ يَمتَطي كاهِلَ " فاطمة" مَركَبةً للجِراحات ، و سُفُنًا لِمَرارَة الأيامِ و عَلقَمِ الزّمنِ المُتعَفّن.. ذاكَ السِّحرُ الجميل في عينَي " فاطمة" ما عاد سِحرا ، أعاصيرُ في أحشائها تتشكَّل ، غُيومٌ زاحِفة و طوفانّ رَهيب،..
مُذ رَحَلَ مقتولا بِجُبنٍ و غَدرٍ ذاك الأبُ الوَدود ، " فاطمة" ما أصبحت تُبصِر " فاطمة" و لا كل الفاطمات الأخريات! الدنيا أضحَت أشباحا تُمارسُ الرّقصَ في عَتماتٍ داجِنة على أشلاء ذكريات هَشيميّة.
تلك الفراشة المُتَرنّحة دُونَما وَتَر، لا تَقبَلُ ها هنا أيّةَ دعوةٍ للسّفر.. تلك الزهرة القُزحيّة ما عادت تَثِقُ بِضَوء القمر ، و " فاطمة" الآن سَحبَت شهادتها من هذا الوُجُود اللّامَوجُود بأن البشر بشر ، و بأن الضمائر أبدا لا تولد في الحَجَر...
ما بقي على زفاف" فاطمة" غيرُ يومً أو بعض يوم ، لطالما أجّلَت هذا الموعد ، و لكن رغم الجراح ، و رغم القهر لا بُدَّ لي أن أنتصر! قالت " فاطمة" هذا الكلام ل" فاطمة" و كلام آخرُ يتجاوز حدودَ الشّمسِ لم تَقُلهُ " فاطمة" ل" فاطمة" و تفهّمَت كلّ الفاطمات الصّمتَ الأليمَ في قلب " فاطمة" المُتعَب من نبضات البَينِ ، و لوَاعِجِ الحنين .
و يوم الزّفاف تقِفُ كلّ الوُجوه استعدادا لخروج " فاطمة" من أزمتها الأخيرة ، و بعد سنوات عِجافٍ تخرج " فاطمة" يقودها الأطفالُ الأبرياءُ في ثوب رائع الخُضرة ، فاتن الحُمرة ، ناصع البياض ، يُتوّجُها النّجم ، و يحرسها الهلال ، و عندئذ تذهل العيون ، و ترتعش السماء ، و تسقط كل الكاميرات المخفية...
نورالدين العدوالي / عين البيضاء / الجزائر
حازت أحسن إنتاج تربوي لعام 2010/ تكريم من وزير التربية الأسبق: بوبكر بن بوزيد / ثانوية حسيبة بن بوعلي / القبّة / الجزائر العاصمة
مواضيع مماثلة
» أبواق في زمن الشيتة ( للأديب نور الدين العدوالي)
» مقامة سمر على قمر ( نور الدين العدوالي)
» لا تلمني ( العدوالي نور الدين)
» أشعار com (نور الدين العدوالي)
» حلوى أم بلوى ( نور الدين العدوالي)
» مقامة سمر على قمر ( نور الدين العدوالي)
» لا تلمني ( العدوالي نور الدين)
» أشعار com (نور الدين العدوالي)
» حلوى أم بلوى ( نور الدين العدوالي)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 12, 2023 8:36 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» موضوع المبادرة ( جدارية الألم والأمل)
الأحد فبراير 12, 2023 8:34 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» سجل أيها الأدب (رسالة إلى وزير العدل)
الثلاثاء سبتمبر 27, 2022 1:34 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة سعاد كاشا (المشاركة 26)
الأحد سبتمبر 18, 2022 7:46 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة أميرة دبل (المشاركة 25)
الخميس سبتمبر 15, 2022 10:00 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة خديجة حسين تلي (المشاركة 24)
السبت أغسطس 27, 2022 10:28 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر عامر غلاب ( المشاركة 23)
السبت أغسطس 27, 2022 10:26 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر سالم قوادرية العامري ( المشاركة 22)
الجمعة أغسطس 26, 2022 3:54 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر محمد مهيلة (المشاركة 21)
الجمعة أغسطس 26, 2022 12:16 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة