على خطى الأجداد (نبيل شريط)

عَلَى خُطَى الأَجْدَادِ............جَدِّي مُصْطَفى.

العَالِمُ الشّيْخ الأدِيب مصْطفَى شريّط (رحِمهُ الله).

هو الشيْخ شريّط مصطفى بن محمّد بن الصّادق الزريبي (نِسبةً لِبَلْدتهِ زريبة الوادي..بسكرة) .
وُلِدَ الشيْخُ مصْطفى شريّط سنَة 1886 م بِبَلْدَة زريبة الوادي شرْق بسكرة مِنْ عائلة بسيطة و متواضعة ، حفِظَ القرآن الكريم في وقتٍ مُبكّرٍ و تمكّن من أبجديات اللغة العربيّةِ و الشّعرِ و الأدبِ تمكّناً صحيحاً فكانَ عصاميّ التكوينِ ؛ وصارَ متميّزاً بين أترابِهِ .

التحق الشيْخ مصطفى " بِزاويَةِ اليانة " لاكتساب المعارِفِ و التحصيلِ في مختلفِ العلومِ مِنْ أدبٍ و فِقْهٍ و علومِ الدّينِ ، حيثُ كانت هذهِ الزّاويةُ منارةً عِلْميّةً و مركزَ اشعاعٍ دينِيٍّ و معْرِفيِّ و قُطباً ينْهَلُ منه الطلاّبُ الوافدون عليها منْ كلّ أنحاءِ البلادِ .

نالَ الشيْخُ مصطفى قِسْطاً وافراً من العِلْمِ و كان منْ بيْنِ أَساتذتِهِ فضيلة الشيْخ الأستاذ العالِم " حامِد العبيدي "
و هو مدرّسٌ و عالمٌ مشهورٌ من أصولٍ ليبيّةٍ.

عادَ شيْخُنا إلى بلْدَتِهِ لِيعْملَ كامٍامٍ متَطوّعٍ ،ثُمّ يَكلَّفُ قاضِياً ، و أخيراً مُفْتِيًا مُصْلِحاً يهتَمُّ بِشؤونِ سكّانِ البلْدةِ و م....كانَ رجُلاً وطنيًّا يُحِبّ الجزائر حتى النخاع.
كانتْ لهُ مُراسلاتٌ شِعريّة و قصائِد ...مِنْ أجملِ ماكتب الشيخ مصطفى شريّط عنِ العِلْمِ....البيْتَ الشّعري :

أَبَى العِلْمُ إلَّا أَنْ يَكُونَ رَهِيباً

وَإنْ قَلَّ أَنْصَاراً وَ صَارَ غَرِيباً .

وَكانَ الشّيْخُ مُواكباً للْحَداثَةِ و التطوّرِ العلْمي فَفِي قصيدةٍ أخرى تأثّرَ شاعِرُنا باكتشافِ البَرق و الهاتِفِ و البريدِ السّريعِ الذي أحْدثَ ثوْرةً في مجالِ الاتّصالاتِ ،فقالَ مصْطفى :

نَزِّهْ فُؤَادَكَ فالتَّقَدُّمُ بَادِي

وَ البَرْقُ يَهْتِفُ نَاطِقاً بِمُرَادِي .

كانَ الشّيْخِ مصْطفى صدِيقاً حمِيماً للشيْخ العلّامةِ " عبْد المجيد حبّة " فَأَوْرَدَ لهُ هذا الأخير مقْطوعةً شِعريّةً ضِمْنَ مُطَارحةٍ وقعَتْ بيْنهُمَا حوْلَ كِتابِ تأْسيسِ التّقْديسِ لِلْعلّامة فخر الدين الرّازي صاحب التّفسير الكبير فتُوح الغيْب .(من كتاب معجم أعلام بسكرة للأستاذ عبد الحليم صيد ).
وَ قدْ راسَلَهُ حبَّة أيْضاً بقصيدَةٍ أُخْرى قال عنْ الشّيْخِ مصْطفى و مطلعها :

ِإلَى مُصْطَفَى الأَخْلَاقِ فَخْرُ الجزَائِرِ

أَتَمّ سَلامٍ كالصّبا الرّطْبِ عاطِر.

بَقِيَ الشيْخ مصطفى شريّط في مجالِ الإمامةِ و تعليمِ أصولِ الدّينِ والأدبِ والفِقْهِ للتّلاميذِ و الطّلبةِ و خِدمةِ الوطنِ و المجتمعِ إلى أَنْ وافتْهُ المنِيّةُ عام 1959 , رحِمكَ اللهُ يا جَدّي العزيز و أسْكنَك فسيحَ جنانهِ ، حتّى وإنْ لمْ ترَاكَ عيْني فأنا أؤْمِنُ بِعظَمتِكَ و فصاحةِ لِسانِكَ و حسْنِ خلُقُكَ و طيبةِ روحِكَ .....لكَ منْ حفيدِكَ أجملَ التّحاياَ و خيْرَ الدّعاءِ .

حفيدُ الشّيْخ شريّط مصطفى ... شريط نبيل 20 أوكتوبر 2018 بسكرة الجزائر.