مشان الله لا تضربوني - فواز القطيفان

(مشان الله لا تضربوني!)

(للَّهِ لَا تضْرِبُونِي! ) قالَهَا وَجِلًا
وَاللَّهُ يسمَعُهُ لكِنَّهُمْ صُمُّ!!

لَمْ يرحَمُوهُ فكيفَ اللَّهُ يرْحَمُهُمْ؟
مَا هَمَّهُمْ عَبَرٌ أوْ ما دعَتْ أُمُّ

فِي البرْدِ لَمْ يُلبسُوهُ مَا يقِيهِ وَ كلُّ
الخَلْقِ منشَغِلٌ ما هَمَّهُ هَمُّ

تَبًّا لأمَّةِ عُرْبٍ لَا يُحَرِّكُهَا
فِي حينِ غفوَتِهَا جورٌ وَ لَا جُرْمُ

رُوا حالَهُ بينَ أيدِي الخاطفِينَ فَهلْ
يُرْضِيكُمُ ضرْبُهُ، هل فيكُمُ شهْمُ؟

عرَّوْهُ منْ لِبْسِهِ وَالكلبُ يجْلِدُهُ
ما هَمَّهُمْ ضعفُهُ وَالحُزْنُ وَالسُّقْمُ

بهَائِمٌ لَا أسًى فِي العَيشِ يُدْمِعُهَا
وَ ليسَ فِي جمعِهَا حِسٌّ وَ لا فهْمُ

شُلَّتْ أيَادِيهُمُ، بِئسَ الَّذِي فعَلَتْ
لَا عاشَ منْ دربُهُ فِي عيْشِهِ الظُّلْمُ

مَا ذنْبُهُ بينَكُمْ يَا أُمَّةً خسِئتْ
كَيْ تُنزِلُوا دَمعَهُ وَ اللَّهِ ذَا إثمُ

تَرَوْنَ طِفْلًا حِزامُ الخصرِ يجْلِدُهُ
وَ جُلُّكُمْ رغمَ مَا يبْدُو لكُمْ بُكْمُ

فَوَّازُ صَبْرًا فإنَّ اللَّهَ يسْمَعُنَا
حتمًا يُحاسِبُنَا إذْ صمتُنَا شُؤمُ

ربِّي سألْتُكَ لُطْفًا ليسَ يُنقِذُهُ
إلَّاكَ يَا منْ لَهُ الأقدَارُ وَالحُكْمُ

الشاعر فريد مرازقة الجزائري