سؤال ( الشاعر فريد مرازقة)

سُؤال...

أَلَسْتُمْ ترَونَ الرزايَا العَجيبَهْ؟
ألَستُمْ ترونَ أُمورًا غرِيبَهْ؟

ألسْتُمْ تعَانُونَ مِنْ كُلِّ فَقرٍ
وَتمضونَ سِرًّا لِدَفْعِ الضَّرِيبَهْ

أليسَ الزَّمانُ علَيْكُمْ ثَقِيلًا
يرِيكُمْ بِلَا أيِّ سَعْدٍ خُطُوبَهْ

ألَستُمْ تُنادُونَ دومًا بسِلْمٍ
ليُظْهِرَ فيكُمْ حريقٌ نُشُوبَهْ

ألسْتُمْ تُرَبُّونَ فِي اليَومِ كلبًا
وَيُبْدِي لكُمْ فِي الغُرُوبِ نُيُوبَهْ؟

ألسْتُمْ تُحِبُّونَ فِي العُمرِ خِلَّا
و حينَ احتيَاجٍ ترَونَ هُرُوبَهْ؟

أليسَ الأسَى تنبُذُونَ صدَاهُ
ليجعلَ منكمْ وجوهًا كئيبَهْ

فلَا تحلُمُوا بِالتَّقَدُّمِ يوْمًا
لأنَّكُمُ مَا انتهَجْتُمْ دُرُوبَهْ

ألَسْتُمْ بأسمَاعِكُمْ تسمَعُونَ
الصَّغيرَ يُعاقَبُ أقصَى العُقُوبَهْ

وَ جَلاَّدُهُ كالطُّيُورِ طلِيقٌ
يُعيدُ الخطَايَا وَيُحصِي ذُنُوبَهْ

ألستُمْ ترَوْنَ البَعيدَةَ صارَتْ
-و لم تُدرِكُوا القُرْبَ - منكُمْ قرِيبَهْ

سنمضِي جميعًا وتبقى الحيَاةُ
تُرَدِّدُ أنَّا بِهَا كالمُصِيبَهْ

أمَا فِي الحيَاةِ رأيتُمْ مريضًا
يُعَاتِبُ بعدَ الشِّفاءِ طبِيبَهْ

ألمْ تسمَعُوا ما يقولُ حبيبٌ
إذَا لمْ يُمَزِّقْ بِغِلٍ حبِيبَهْ

ألستُمْ ترَوْنَ الحلالَ حرَامًا
وَيملأُ كلُّ خسيسٍ جُيُوبَهْ

فَلَا تعْذِلُونِي إذا حكْتُ يَوْمًا
قصائِدَ لومٍ لهذِي العُرُوبَهْ

الشاعر فريد مرازقة الجزائري