بأي ذنب طعنت؟

بِأيِّ ذَنْبٍ ...طُعِنَتْ!

تَلَحَّفَتِ الدُّنْيَا السَّوَادَ وَ إنَّهَا
لَتَبْكِي مِنَ الأحزانِ مَا صارَ يُشقِيهَا

فَهَذَا يُقِيمُ الحَدَّ جَهْلًا كَأنَّهُ
وَصِيٌّ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي هْوَ افْتَرَى فِيهَا

وَآخرُ مِنْ فَرْطِ اعتِزَازٍ بِنَفْسِهِ
يَرَى الكُلَّ مَجْهُولًا وَيزْدَادُ تَسْفِيهَا

بِرَبِّكِ يَا دُنْيَا أَيَعْلُو الَّذِي اعتَدَى
وَيَبْكِي الَّذِي أخلاقُهُ اليَومَ يَجفُوهَا

حَنَانَيْكِ يا أُمَّ البَوَاقِي تَرَفَّقِي
بِنَا، الأرضُ مَا طَاقَتْ غُيُومًا تُغَطِّيهَا

وَ لَوْ كَانَ غَيْثًا مَا حَزِنَّا وَ مَا اكتَوَتْ
قُلُوبٌ مِنَ البُؤسِ الَّذِي باتَ يُدْمِيهَا

وَلَكِنَّهُ غَيْمُ الأَسَى حَلَّ خَانِقًا
فَأخْلَاقُنَا مَاتتْ وَ مَنْ قَدْ يُعَزِّيهَا

أيَا رَبَّ هَذِي الأَرْضِ رُحْمَاكَ إنَّنَا
ابْتَعَدْنَا عَنِ الحَقِّ الَّذِي كَانَ يَحْمِيهَا

سَنسْمَعُ ما لَا السَّمعُ يَهْوى سَمَاعَهُ
وَ نَشْهَدُ أجْيَالًا تُحَاكِي تَردِّيهَا

لأَنَّا بَذَرْنَا الشَّوْكَ لَا غَرْوَ تَأتِينَا
فَسَائِلُ إفْسادٍ وَ بِالدَّمعِ نَسْقِيهَا

سَنَجْنِي ثِمَارَ الجَهْلِ وَ الكُلُّ غافِلٌ
وَ مَنْ يَغْرِسِ الأشْوَاكَ حَتْمًا سَيَجْنِيهَا

أَلَا إنَّنَا مَهْمَا نَعِشْ سَوْفَ نَخْتَفِي
لِنَبْقَى بِذِي الدُّنْيَا غُبَارًا يُغَذِّيهَا

نرَى اليَومَ أفعَالًا تُنَافِي عُقُولَنَا
وَ قَدْ كَانَ مَجْنُونٌ مِنَ القَوْمِ يَنْفِيهَا

شَبَابٌ بِلَا رُوحٍ يَعِيشُ مُشَتَّتًا
وَأخْلاقُهُ ماتتْ فَلا شيءَ يُحْيِيهَا

يُعَالِجُ ما يَأتيهِ دَوْمًا بِجَهْلِهِ
وَ لا لَوْمَ إذْ لَا رُوحَ تُبْدِي تَأسِّيهَا

وَ هَذَا نِتَاجُ الجَهْلِ جُرْمٌ وَأدْمُعٌ
وَأُمٌّ تَعِيشُ الفَقْدَ مَنْ ذَا سَيُنْسِيهَا

-------------------------------------------------

مهما كان الأمر أظن أن طعن فتاة طالبة أمام باب الجامعة أمر غير مقبول بتاتا.
أتمنى الهداية لشبابنا و أن يتحلوا بروح المسؤولية و أن لا يتركوا مغريات الحياة الدنيا الفانية هذه تجعلهم يغضبون الله سبحانه وتعالى.
كما أتمنى الشفاء العاجل للطالبة التي حسب المعلومات الأخيرة هي متواجدة بالعناية المركزة في حالة حرجة بمستشفى قسنطينة .

لك الله يا أم البواقي...

فريد مرازقة الجزائري