مجاراة بين الشاعر فريد مرازقة و الشاعرة فاتحة معمري

أعجبتني أبيات الشاعرة : فاتحة معمري و ما تحمله من دلالات و التي قالت فيها:

وأنا أسيرةُ حالة عدويَّةٍ
في الحُبِّ يشربُني غيابٌ حاضرُ

محمومةٌ بالعشقِ والحمّى دواء
العاشقين وطعمها بي ظاهرُ

بي هاجرٌ عطشى وإسماعيل لم
يعبثْ برمل الوقت وهو يحاصرُ

أنا فرحة البشرى لابراهيم ،كفُّ
الخصب ،صكتْ وجهها بي عاقرُ

أنا ظلُّ يقطين التوسل والدعاء
أنا انتظار الحوت وهو يهاجرُ

وأنا شفاء الماء من أيُّوبِه
فاركض برجلكَ إن ماءكَ صابرُ

واملأ سلال الوقت بالأحلام
إنَّ سنابلي خضرٌ ووقتي باكر

يا يوسف المعنى ويا دلو
النجاة ابيضت الأيام وهي تكابر

أرسل قميصك لانتظار عيوننا
ستموت في حبٍّ عليك نواظرُ

فاتحة معمري
_________________________

فقلت مجاريا إياها:

حَالِي كَحَالِ مُهَاجِرٍ يَهْذِي رُؤى
فِي حُلْمِهِ وَ إلَى الحضور يُسَافِرُ

ثَمِلًا تَرَنَّحَ مِنْ شَرَابِ غِيَابِهِ
لَكِ مَا رَآى فِي مُقْلَتِي ذَا الطَّاهِرُ:

بِي حُرْقَةُ المَصْلُوبِ حِينَ تَجَبَّرَ
القَوْمُ الّذينَ عَلَى النَّبِيِّ تَآمَرُوا

أَنَا أَجْمَلُ الغِلْمَانِ فِي بِئْرِ الأَسَى
إخوَانُهُ صنْوَ الذِّئَابِ تَسَامَرُوا

أَنَا مَنْ بِبَطْنِ الحُوتِ صِرْتُ مُبَجَّلًا
وَ أَنَا الَّذِي رَكَضَتْ لِأَجْلِيَ هَاجَرُ

أَنَا مَنْ طَغَى صَبْرِي عَلَى صَبْرِ العُيونِ
وَ شَوْقُ عَيْنِي فِي العَمَى هُوَ ظَاهِرُ

أَنَا مَنْ رَأَيْتُ كَوَاكِبًا سَجَدَتْ وَ مَنْ
رَغْمَ الأَذِيَّةِ وَ الأَسَى هُوَ صَابِرُ

أَنَا مَنْ عَصَايَ تَلَقَّفَتْ مَا قَدْ بَدَا
مِنْ سِحْرِهِمْ فَتَخَاصَمُوا وَ تَشَاجَرُوا

هَذَا أَنَا، أَنَا كُلُّهُمْ، مِنْ مُقْلَتِي
قَصَصُ الرِّسَالَةِ عَبْرَةٌ تَتَقَاطَرُ

لَا تَمْسَحِيهَا! قَدْ يُأَذِّنُ للعِشَا
فَبِهَا الوُضُوءُ وَ دُونَهَا أَنَا حَائِرُ

فريد مرازقة القيسي
22 فيفري 2020