فراعنة السخافة ( نور الدين العدوالي)

# أَلْواحٌ تَوْراتيّة لِفراعنة " السّخافة"عِندَنا.

قال لي أحد الأصدقاء الأوفياء مِمَّن يقرأون / يقرؤون لي دائما :
لماذا لا تُضرَبُ لك خيمة، تمتعنا فيها كل ليلة بأمسية شعريّة؟!
فكانت هذه الحسرة:

حين يسعى فراعنة " السّخافة" إلى إبْعاد أوتاد المشهد الثّقافي و فُرسانه عن النّاس، على موسى " الشّاعر" أن يضرب بعصاه درءًا للفساد.

أَلْقِ العَصا في جـَمْعِهِمْ مِن حَسْرَةٍ
تَلْقَفْ حَفيفًا مِنْ ذُرَى الوَسْواسِ

آنِسْ بَعيدًا نَارَ وَحْيٍ مُلْهِمٍ
أَشْعِـلْ لَهُمْ قَبَــسًا على نِبْراسِ

كَمْ أَوْجَسُوا في عَزْمِهِمْ مِنْ خِيفَةٍ
كَرَقيقِ سُــوقٍ في يَدَيْ نَخّاسِ

و حِبالُهُمْ لُفَّتْ على أعْناقِهِمْ
لَمّــا رَمَــوْا مَسْــعاكَ بِالمِرْداسِ

ها أنتَ تَخْرُجُ رافِعًا تَوْراتَهُمْ
فَإِلامَ يَسْـعَى خَــانِقُو الأَنْفاسِ؟

أَعْطاكَ رَبّي في قَريضٍ بَسْطَةً
فَالحَـرْفُ يَسْبِي رائِـقَ الإيـناسِ

و النّاسُ هَامُوا في حَدائِقِ شاعِرٍ
كَحَبــيبَةٍ فِــي قَــــدِّهَا المَيّـــاسِ

اَوْكِزْ بِشَدْوِكَ كُلَّ خَبٍّ خادِعٍ
وَ اقْصِدْ "شُعَيْبًا"أَطْيَبَ الأجْـناسِ

حَتّى إذَا رامَتْ صَبَايَا جُرْعَةً
مِنْ جُبِّ قَلْبٍ فاضَ بِالإحْســاسِ

دَهَشَ الكِبارُ وَقَدْ رَأَوْكَ كَفاتِحٍ
دَوَّى عَليْهِــمْ قـــارِعَ الأجْـــراسِ

فَكَــأَنَّه وَحْــيٌ سَـمَا في مَـغْرِبٍ
أَوْ فَحْلُ حَرْبٍ مِنْ ذُرَى الأوْراسِ

تَسْقِي الحَيَارَى مِنْ زُلالٍ ما ارْتَوَى
مِنْ عَـذْبِهِ مَنْ سَــادَ في الجُــلّاسِ

الآنَ لا فرْعَوْنُ لا هَامَانُ لا
عِلْـجٌ نَجَــا مِنْ قَبْضَــةِ القِسْطـاسِ

فَاخْلَعْ نِعَالَ الخَوْفِ و اشْمَخْ شادِيًا
وَحْيَ الهَوَى في رَعْشَــةِ القِرْطـاسِ

وَدَعِ الّذي يَسْعَى لِلَدْغِكَ حاسِدًا
فَلْيَضْـرِبِ الأَخْمـــاسَ بِالأَسْـــداسِ

ذاكَ الَّذي- رَغْمًا - تَرَى رَأْيًا يَرَى
بِسَخـافَةٍ أَضْـحَى كَثُـقْبِ الطَّـــاسِ

إنْ جُدْتَ فَخْرًا حَارَ فيكَ الشَّنْفَرَى
وََ كُؤُوسُ خَمْــرِكَ مِـــنْ أبي نــوّاسِ

إِمَّا يُريدُوا فَطْحَلًا في حِكْمَةٍ
فَـزُهَيْـرُ دَهْــرًا عــاشَ في الأَنْفــاسِ

وَ عُيُونُ شِعْرٍ فُجِّرَتْ بمَديحِهِ
سَلْنِي عَنِ الحَــامِي الـوَرَى جَسّـــاسِ

أَبْلِغْ ذَوِي لَغْوٍ سُمُوَّكَ عَنْهُمُ
كَأَبي العَــلاءِ و غُــــرْبَة الأَحْبـــاسِ

و إذا أَتَتْهُمْ صَعْقَةٌ في لَهْوِهِمْ
فَلْيَعْلَـمُوا كَـمْ خــــابَ مِنْ مِتْـــراسِ !

أَتْمَمْتَ عَشْرًا، فَلْتُغادِرْ مَدْيَنًا
مــا نَفْــعُ ساحـــاتٍ بِلا أفْـــــراسِ ؟

كَمْ " سَامِرِيٍّ" يَبْتَغي عِجْلًا لَهُ
حَتَّى وَ لَــوْ مِنْ حَبَّـــةِ الفَرْمـــــاسِ !

كَسِّرْ عُجُولًا لا تَذَرْ أَرْبابَهُمْ
وَ أَقِــمْ عَلَيهِـــمْ أَطْـــوَلَ الأعْــــراسِ

نَدَمـًا يَعُضُّ كِبارُهُمْ أَظْلافَهُمْ
لا تَرْقِـــهِمْ مِــــنْ نَفْـــخَةِ الخَنّــــاسِ

هُمْ هَكذَا بِغُرُورِهمْ هَلْ قُبِّحَتْ
أَكْتـــافُـهُمْ إِلّا مِــــــنَ الأَحْـــــلاسِ ؟!

تَابُوتُ شِعْرِكَ هَلْ سِوى سِيجارَةٍ
أَوْ رَشْفَــةٍ مِــنْ خَمْــرَةٍ في الكَـــاسِ ؟!

لَوْ كُنْتَ فِيهمْ لاعِقًا أَعْتابَهُمْ
لَعَلَــوْتَ أَبْـــراجًــــا مَـــعَ اللُّحَّـــــاسِ

فَإِذَنْ تَرَبَّعْ في البِلادِ عَلَى الأُلَى
وَعَدُوا بِرَمْيِــكَ في خَـــنَا الأنْجَـــــاسِ

سيَشُدُّ هَارُونُ الوَفا في عِزَّةٍ
أزْرَ الشَّقيــــقِ بِأَحْلَــــكِ الأَغْــــــلاسِ

أحْبابُ حَرْفِكَ كُلُّهُمْ في خَيْمَةٍ
أَوْتــارُهُــمْ مِـــنْ أرْوَعِ الأَقْــــــــداسِ

وَ غَدًا يَعِي أَذْنابُ قَصْرٍ أَنَّهُم
خـــــانُوا أدِيــــبًا يُفْتَـــدَى بِالمــــاسِ

شاعر البيضاء نورالدين العدوالي / عين البيضاء/ الجزائر
11 ماي 2019 م الموافق 6 رمضان 1440 هج