أمي للشاعر فريد مرازقة

مهما كتبت فيها لن أوفيها حقها و عيدها في نظري يدوم دهرا:

(أُمِّــــــي...)

هِيَ الحَيَاةُ هِيَ الأَنْوَارُ وَ البَدْرُ،
حُشَاشَتِي دُونَهَا يَحْظَى بِهَا القَهْرُ

كُلُّ القَصَائِدِ لَا تَكْفِي لِأَمْدَحَهَا
وَ لَا يَفِي حُسْنَهَا حَرْفٌ وَ لَا بَحْرُ

مَهْمَا نَظَمْتُ مِنَ الأَبْيَاتِ أَرْوَعهَا
فِيهَا سَتَذْبُلُ مَهْمَا زَانَهَا الشِّعْرُ

هِيَ الجَمَالُ وَ عَذْبُ الوَزْنِ يَعْشَقُهَا
لَهَا الهَوَى كُلُّهُ وَ الحَرْفُ وَ الحِبْرُ

وَ كَيْفَ لَا؟ وَ هْيَ أُمِّي، لَيْسَ يَمْدَحُهَا
وَ لَوْ بَلَغْتُ السَّمَا، شِعْرٌ وَ لَا نَثْرُ

مَنْ غَيْرُهَا حَمَلَتْنِي رَغْمَ أَنَّتِهَا
بِبَطْنِهَا تِسْعَةً مَا هَمَّهَا ضُرُّ

مَنْ غَيْرُهَا سَهِرَتْ تَبْكِي وَ مَا تَعِبَتْ
تَدْعُو إلَهِي إذَا مَا هَدَّنِي عُسْرُ

أَمْضَتْ حَيَاةَ شَقَاءٍ كَيْ تَرَى سَعَدِي
وَ كَيْ تَرَانِي عَلَى هَمِّ الدُّنَى أَجْرُو

مِنْ بَعْدِ أَنْ كُنْتُ لَا أَقْوَى عَلَى نَظَرٍ
صِرْتُ الَّذِي يَنْطَفِي مِنْ شِعْرِهِ الجَمْرُ

أَوْصَى بِهَا رَبُّنَا بِرًّا فَإِنَّ لَهَا
خَيْرٌ بِقُرْآنِهِ مَا مِثْلهُ خَيْرُ

دُعَاؤُهَا مُسْتَجَابٌ لَيْسَ يَحْجبُهُ
غَيْمٌ وَ مَا مَسَّهُ عِنْدَ الدُّعَا طَيْرُ

وَ جَنَّةٌ تَحْتَهَا مَا نَالَهَا وَلَدٌ
إلَّا إذَا رَضِيَتْ، إرْضَاؤُهَا نَصْرُ

رَسُولُنَا خَصَّهَا بِالذِّكْرِ، كَرَّرَهُ
(أُمُّكْ وَ أُمُّكْ وَ أُمُّكْ) ذَا هُوَ الذِّكْرُ

مَهْمَا نَظَمْتُ مِنَ الأَشْعَارِ أَمْدَحُهَا
فَلَنْ يُطِيقَ كَلَامَ المَدْحِ ذَا الشِّعْرُ

وَ لَنْ أُطِيقَ أَنَا نَظْمًا فَلِي نَفَسٌ
إذَا بَدَا وجهُ أُمّي هَدَّهُ السِّحْرُ

سَأَكْتَفِي قَائِلًا : أمِّي لَهَا كَلِمِي،
لَهَا حَيَاتِي، لَهَا الأبْيَاتُ وَ الزَّهْرُ

فَإنَّهَا كُلُّ مَا فِي الكَوْنِ أَعْشَقُهُ
وَ إنَّهَا أَلْفُ بِيْتٍ بَلْ هِيَ الشِّعْرُ
.
.
فريد مرازقة - 21 مارس 2019