أنى و كيف متى؟ ( فريد مرازقة)

سأترك الشعر يتحدث... عن بعض القناصين...
قيل: "إذا سئل الشاعر، بكت القصيدة"

(أنّى؟ و كيف؟ متَى؟) ...مقصودة

أَكُلَّمَا قُلْتُ حَرْفًا بِالعِنَادِ أَتَى
مُنَاقِشًا، سَائِلًا: أَنَّى وَ كَيْفَ؟ مَتَى؟

وَ الغَيْظُ فِي قَلْبِهِ مِثْل البِحارِ إذَا
رِيحٌ بِهَا لَعِبَتْ فَالمَوْجُ هَاجَ عَتَا

يَخْتَالُ فَخْرًا كَأَلَّا مِثْلَهُ وَلدَتْ
أُنْثَى عَلَى الأَرْضِ فِي صَيْفِهَا وَ شِتَا

لَوْ كَانَ فِي قَوْلِهِ شَيءٌ سَيَنْفَعُنِي
مَا احْتَرْتُ مِنْ كِبْرِهِ وَ القَوْلُ مَا انْفَلَتَا

لَكِنَّهُ قَدْ أَتَى يَهْوى مُجَادَلَتِي
وَ كَأَنَّهُ وَالِدٌ وَ الكُلُّ صَارَ فَتَى

فَلْيَسْتَفِقْ! لِي أَبٌ تَحْتَ التُرَابِ وَ لَا
عَيْنَايَ مِنْ بَعْدِهِ فِي الكَوْنِ قَدْ رَأَتَا

إنْ كَانَ يَهْوَى جِدَالًا كَيْ يُرَى عَلَنًا
فَلْيَنْفَجِرْ قَائِلًا بِالصَّوْتِ مَا كَبَتَا

لَكِنَّنِي مُوقِنٌ أَنَّ الرِّجَالَ مَضَتْ
وَ الحُرُّ نَحْوَ الرِّيَاءِ الفَظِّ مَا الْتَفَتَا

شِعْرِي إذَا قُلْتُهُ فَالقَلْبُ مَصْدَرُهُ
كَالزَّرْعِ مِنْ بَذْرَةٍ بِالسَّقْيِ قَدْ نَبَتَا

فَالشِّعْرُ عِنْدِي كَمَاءٍ بِالخَرِيرِ سَمَا
وَ المَاءُ مِنْ طَبْعِهِ إنْ خُنْتَهُ رَبِتَا

وَ الشِّعْرُ إنْ مَا رَآى حِسًّا بِقَائِلِهِ
فَضَّ العَلَاقَةَ مَا بِالصَدْرِ قَدْ ثَبَتَا

قُولُوا لَهُ: اخْتَارَهُ ذَا الشِّعْرُ لَيْسَ لَهُ
مِنْ حِيلَةٍ فَالهَوَى إنْ هَاجَ مَا سَبَتَا

بِالظِّلِّ مُنْتَظِرٌ أبْيَات قَائِلِهَا
وَ إنْ رَأَى زَلَّةً أَبْدَى بِهَا النُّكَتا

يَهْوَى إضَافَاتٍ(1) وَ يَا لَيْتَهَا قُبِلَتْ
إنْ بَانَ مِنْهَا الكَسْرُ مَا اهْتَزَّ بَلْ صَمَتَا

تَرَاهُ يُبْدُو لَطِيفًا فِي حِوَارِ نِسَا
لَكِنَّهُ إنْ رَآكَ اسْتَاءَ أَوْ عَنَتَا

وَإنْ رَآكَ كَنَجْمٍ فِي السَمَاءِ عَلَا
طَغَى يُرِيدُ العُلَا بِئْسَ الِّذي سَمَتَا
.
.
هامش:
1- إضافات : إضافات و طلبات الصداقة
.
فريد مرازقة - 28 جانفي 2019