الرجرجة (الحضري محمودي)

الرَّجْرَجَةُ

إنْ شُفْتِ في عيْنَيَّ لمْعةَ بهْجَتِي
وشهدْتِ بعْضَ تلعْثُمٍ في لهْجَتِي

وبَدوْتُ كالنّشْوانِ قَدْ نَسِي الأَسَى
لا عُقْدةً فَوْقَ الجبينِ احْتجَّتِ

فبِطرْفِكِ المكحولِ سحْرٌ مثْمِلٌ
سلبَ التّوَازنَ لاشْتِدادِ الرّجَّةِ

وسهامُ لحْظِكِ لَمْ تدعْ مُتنَفَّسًا
إلّا مُبايعَةً أتَتْ في روْجَةِ

وبِبسْمَةٍ لأْلاءَ يهْمسُ مَكْرُهَا
جُمَلًا يموْسِقُها رنيمُ الفِلْجَةِ

عاضَدْتِ سحْرَكِ فانْتَشى منّي الحشَا
وانْسُقْتُ في تيَّارِ أجْمَلِ موْجَةِ

ذَا السِّحْرُ أرْخَى الجُنْحَ فوق مشاعرِي
فَنَمَتْ وكُنْتُ أَخالُها قَدْ سُجَّتِ

أحْيَى رميمًا خلْتُهُ مُتَسَدِّمًا
فبَدَا به نبْضٌ جميلُ الضَّجَّةِ

ماعادَ لي أثَرُ التَّحجُّرِ في الهوى
بل عاضَهُ وَلَهٌ يدغْدغُ مهْجتِي

بسعادةٍ قدّسْتُ أَسْرَكِ مُقْنَعًا
مالي من الإفْلاتِ أيَّـةُ حجَّةِ

ماعادَ لي بُدٌّ من الشّغَفِ الذي
أرسيْتِهِ في مهجتي فارْتجَّتِ

ماعاد يَسْكُنُها سواكِ أميرةً
ولَكِ المشاعِرُ بالمَوَدَّةِ عجَّتِ

ما أن يمرَّ الطّيْفُ طيْفُكِ يا مَهَا
حتى أَرَى كلَّ الحرائقِ أجَّتِ

لاشيْءَ يُطْفِئُها سِوَى الإِبْحارِ في
عيْنيْكِ في وصْلٍ بديعِ اللُّجَّةِ

والشّوْقُ فوْقَ التَّوْقِ يخْفقُ دائمًا
والنّفْسُ تحْلمُ والوصالَ ترجَّتِ

الحضري محمودي ٢٠١٨/١٢/١٨