أنا العربي (الحضري محمودي)

أنا العرَبِيُّ

أنا في الهوى مِثْلُ صقْرٍ ، أَبِيُّ………أرى مِنْ علٍ ، مِنْ سِماتِي الرُّقِيُّ

أرى في العفافِ اكتمالَ الجمالِ………وحيْثُ اسْتبانَ المقامُ العَلِيُّ

وتسمو بيَ الرّوحُ حيث الوضوحُ ……وفي الذِّهْنِ دوْمًا طُمُوحٌ جَلِيُّ

ولاشيءَ أُخْفِي ، فَخُورٌ بِإلْفِي………… …غيُورٌ بأَنْفِي ،،وعطْفِي ثَرِيُّ

وإنْ للشِّعْرِ يزدانُ ثغْري………………بلفظٍ عفيفٍ هوَاهُ الرَّوِيُّ

وأَعْجَازُهُ تقْتَفي قَصْدَ وَصْلٍ……………صُدُورًا لَهَا سحْرُها المخْمَلِيُّ

فتسْمُو المَعانِي ويشْدُو لساني ……… بسحْرِ البيانِ وقصْدي نَقِيُّ

ويمْتازُ نصِّي ويشْتدُّ حِرْصِي ……… على أن يُراعَى الطريقُ السّوِيُّ

ولي لغةِ الضّادِ تُجْلي كسادي………… وفِي نطْقِها حاذقٌ عبْقريُّ

أُحَلِّقُ فيها غرامًا و تِيهًا …………………وقامُوسُها مثْلُ روْضٍ شذِيُّ

وفِي المصْحَفِ الضّادُ فاحتْ بِشذْوٍ ………وشَدْوًا تحَدَّثَ طَــهَ النَّبِيُّ

وَإِنْ جَاءَنِي الضّيْفُ أزْهُو وأَهْفُو …………فإِكْرامُهُ في سِماتِي سَجِيُّ

وفِي نصْرَةِ الحقِّ لَمْ أأْلُ جهدًا……… وبِي ذاكَ حسْبَ اعْتقادي حَرِيُّ

على الجارِ ماجارَ يَوْمًا قراري………………بِـهِ الدّارُ تَغْلُو لِيَزْدانَ حَيُّ

كذا أوْرثَ الجدُّ فيَّ السّجايا………………ومن دونها كلُّ عُمْري شقِيُّ

ويحْلو ليَ الجوُّ إنْ بانَ صحْوًا………………وماراقَ غيْمٌ و غَمٌّ و غَيُّ

وَإِنْ شُفْتُ ظلْمًا وشُؤْمًا ولُؤْمًا…………يُرى لي يَرَاعٌ كَسيْفٍ ، قَوِيُّ

فأَنْهالُ أهْجُو ولا حُكْمَ ينْجُو……………ولا عَفْوَ أرْجُو وهَجْوِي غَنِيُّ

وَإِنْ للْوَغى قد دعَتْنِي بلادي …………على مَنْ طَغَى موْقِفِي مأْسَوِيُّ

أخوضُ المنايا بكلِّ الثّنايا …………………وأحْمي حِمايَ لأَنِّي الوَفِيُّ

ولي للصّحارَى كطيْرِ الحُبارَى………………حنينٌ كما شاقَ أمًّـا صَبِيُّ

وفِي خيْمتي مسْقَطِ الرّأسِ يحْلو…… لِـيَ النّومُ حيْثُ اسْتحالَ الدّوِيُّ

ومن حوْلها الخيْلُ تُبْدي جمالاً …………فريدًا كما الغِيدِ زانَ الحُلِيُّ

وَإِنْ حمْحمتْ أفْهمُ القصْدَ فوْرًا…………وما السِّرُّ فيما أرادتْ خَفِيُّ

على متْنِها ألْتَقِي عنْفواني ………………وهلْ يُنْتَسَى الفارسُ الأمَوِيُّ

ولي في الجِمالِ الذُّرى من جَمَالٍ…… وهلْ مِثْلُها في الرّمالِ المَطِيُّ

وَإِنْ عيلَ صبْري اقْتديتُ اصْطِبارًا ……وصبْري على كلِّ صعْبٍ عَصِيُّ

ولي من شموخِ النّخيل اقْتباسٌ…………و ما لي إذا اشتدّتِ الرّيحُ لَيُّ

وَمِنْ تمْرها المُرُّ يرْتدُّ حُلْوًا…………………وَمِنْ أجْلِ عِزِّي قَليلِي شَهِيُّ

ولا أنْحَنِي لِلْعِدَى مِنْ إِباءٍ……………………وفِي وقْفتي وَإِنْ مُتُّ ،حيُّ

ومهما طغَتْ حولنا نائِباتٌ……………………أقُولُ أنا المٰجْتبَى الْعَرَبِيُّ

إلى المجْدِ أمْضي ولوْ كبّلونِي…………وللمجْدِ يحلُو الضّنَى والمُضِيُّ

وَلائِي لقوْمِي فقطْ وانْتِمائِي…………… …وما مِنْ غَريبٍ عليْنا وَصِيُّ

ومهما طَغَى القَيْدُ واشْتدّ كَيْدٌ………………فما كانَ مِنَّا الجَبَانُ الغَبِيُّ

أُبَاةٌ عُصاةٌ حُمَاةٌ رُعاةٌ………………………شِدادٌ وما كانَ مِنَّا الطَرِيُّ

الحضري المحمودي ٢٠١٨/١٢/١٩