يابنت قلبي كاملة (فزيد مرازقة)

يا بنت قلبي! (كاملة)

يَــا بِنْـتَ قَلْـبِي رَحْـمَةً بِـي إنَّنِــي
مَا طـقتُ دمعًـا و العُيونُ حَيَارى

صِرتُ المُتَيَّم بالهُمومِ و مُضغَتِي
تَأبَــى الـسَّــعَادَةَ تَحْـمـلُ الأوْزَارَا

السَّعْدُ لا يهْوَى المُكُوثَ بخَافِقـي
و الهَمُّ صَــار عَلى الـدَّوامِ شِـعارَا

مَـا كُـنت أذْرفُ دمْـعةً منْ مُقلَتي
وَ اليَـوْمَ تُغْرِقُ أَدْمُعِـي الأنْهـــــارَا

لَا شِــعْرَ يَحْـلُو أَوْ كَــلَامَ يَـــهُزُّنِي
فَالكُـــلُّ صَـارَ بِنَـاظِــري مِــهْـذَارَا

وَ الشِّعْرُ صَارَ إذَنْ مُجَرَدَ طَاعِنٍ
مِـنْ بَـعْدِ أَنْ كَـانَ القَريضُ فخَارَا

الــنَّجْـمُ يَـا رَبَّـاهُ غَــابَ بَهَــــاؤُهُ
وَ البَدْرُ خَلْفَ الغَيْمِ غَابَ تَوَارَى

حَتَّى الغُيُومُ تَعَجَّبَتْ مِنْ حُرْقَتِي
قَدْ صِرْنَ مِنْ فَرْطِ الحِدَادِ سُكَارَى

عَانَقْتُ شِعْرِي فَهْوَ مَنْ فِي بَيْـتِهِ
عَــذْبُ الــكَـلَامِ وَ فَتَّــحَ الأَزهَـارَا

أَشْـكُـو إلـيْهِ جَـرَائِمَ الـدَّهْرِ الَّذِي
هَــدَّ العِــمَادَ وَ بِالـجَــرَائِــمِ جَـارَا

وَ طَلَبْتُ مِنْهُ السَّمْعَ، أَدْبَرَ قَائِلًا:
(الشِّعْرُ مِـنْ ذَا الحُزْنِ صـارَ دَمَارَا

وَ الحرفُ إنْ بِالهَمِّ عاشَ أَمِيرُهُ
كَالصَّـخْرِ بَـعْدَ الحُـزْنِ حَتْمًا صَارَا)

مَا بَالُ بِنْتِ العَيْنِ تَهْوَى مُقْلَتِي؟
وَ تَـزُورُنِـي كَـالحِـبِّ لَـيْـلَ نَهَــارَا

وَ بَنَاتُ قَلْبِي قَدْ قَرَرْنَ بِخَافِقِـي
أَسْـكَنَّ فِيـهِ مَوَاجِـعًــا وَ ضِـرَارَا

يَـا شِـعْرُ إِنِّي لَـمْ أُطِـقْ أَهْــوَالَهَا
وَ القَلْبُ ضَاقَ مِنَ الهُمُومِ وَ ثَارَا

هَبْ لِي بِحَرْفِكَ رَاحَةً يَا مُلْهِمِي
حَتَّــى تَصِــيرَ قَـصَائِــدِي أَزْهَـارَا
.
.
مرازقة فريد / 26 أكتوبر 2018