بحـث
المواضيع الأخيرة
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
المسحور (ابراهيم مقدير)
صفحة 1 من اصل 1
المسحور (ابراهيم مقدير)
***المسحور***
"""""""""""""
شب على صوت الرصاص ملعلعا،وعلى وقع القنابل مدمرا، وعلى دوي المدافع مفزعا...
فلقد سئم رؤيته لجحافل العدو تغدو بعساكرها وتروح في تلك الربوع،وقد عاثت بين الديار تقتيلا وتشريدا وتنكيلا بأهاليها العزل...
ثمة انتابه غيظ شديد جثم على صدره،وبدا له كابوس ليله وغم نهاره...وما شفى غليله وأذهب عنه شؤمه إلا تلك الملاحم التي ينفذها أشاوس الجبال بين الفينة والأخرى ردا لكرامة الشيوخ والعجائز والأطفال الأبرياء....
تأججت شعلة المشاركة في تلك البطولات لديه..فراح يتودد إلى قائد مجموعة من الجنود عله يقبل إلتحاقه بالكتيبة التي ألفت المجيءإلى تلك البادية..وذلك للتزود بالمؤن والألبسة وأخذ قسط من الراحة تحت حراسة مشددة..
كيف لا يطمع بذلك وقد كان صلب العريكة ،قوي الشكيمة، صعب المراس.رغم ما يبدو عليه من صمت وهدوء..
عاود الكرة مرارا إلى القائد،لكن صغر سنه وقف حجرعثرة لمبتغاه...فكلفه القائد بمهمة تزويد الكتيبة ببعض الأطعمة والألبسة وكذا جلب أخبار العدو وتحركاته...وحتى كل فعل قد يضر بالثورة.وكل فعل مريب بالأرجاء.. ..
أحب شقيقه الذي يصغره حبا كبيرا..فقد كان يرى فيه أسرته. إذ فتح عينيه فوجد نفسه يتيم الأب ،فلم يستطع أن يتذكر ملامح وجهه...أما أمه فقد عاودت الزواج،ليكفله عمه،..
وكثيرا ما دافع عن شقيقه بضراوة وقساوة على كل من خولت له نفسه أذية أخيه...وفي كثير من الأحيان كان يجادل عمه في أمور مختلفة...
وبمقابل هذه الشدة كان يتفقد والدته رفقة شقيقه كلما سنحت الفرصة لذالك ويجتهد في برها .فيجتمع بباقي إخوته لأمه...يسود الود أياما تسعد فيها الأم الغالية برؤية بكرها وقرة عينها ...فلا تترك لفظا إلا دعت به وتضرعت لمولاها في السر والعلن أن يحفظهما ...
تعاقبت السنون على تلك القور والربا والشعاب ،وامتزج فيها عبق الورد بعبير الدم القاني الذي كان يذكي مسكا..واختلط فيها بكاء الفجيعة بزغاريد الفرح والفخر...
رفرفت راية الحرية خفاقة في السماء ، وقد تجاوز الفتى عقده الثاني بقليل...
قرر حينها الهجرة لكسب قوته ...وما إن حل بالمهجر حتى وجد عملا في شركة ألفى فيها الكثير من بني جلدته...
سرعان ما تحسنت حالته المادية ،فأقفل راجعا إلى أهله في مظهر مغاير وفي وضع أفضل ..وبادر بإصلاح بيته وترميمه ....أحضر أمه الحنون لتشاطره فرحته..ثم عمد إلى خطبة قريبة له...ورغم تردد أهلها إلا أنهم وافقوا على مضض...أقام وليمة كبيرة دعا إليها أهله...ثم أقلع عائدا للغربة ..حيث تحذوه عزيمة كبيرة لجمع مال وفير يتم به عرسه..لكنه ولعلة ما أضحى سقيما وأحس بالفشل وبدأ يتغيب عن العمل ...ظهرت بجلده بقع حمراءأثارت له حكة رهيبة أرقته ليلا وأضنته نهارا..ثم تفاقمت الحالة حتى أصبح يهذي بما لا يعي..فطردته الشركة إلى حين ان يشفى.
ولما حط في أرض الوطن ووفد على أهله أيقن الجميع أنه أصيب بسحر ليلة الوليمة .خاصة بعد أن أصبح يكلم نفسه ويغوص في ضحك هستيري ويتأمل الجدران..
بكته أمه بحرقة شديدة..وسعى شقيقه في مداواته لكن دون جدوى..
ساءت حالته مع تعاقب الأعوام ..وأصبح ينام في العراء أو عند الجيران وبعض الأقارب .وينتظر اللقمة من ذوي القلوب الرحيمةبعد أن كان علما في قومه..ورغم كل هذه المعاناة بقي المسكين وفيا لزياره أمه والتردد عليها ....فكانت تذرف دموعا حارة ملؤها الحرقة والأسى على فلذة كبدها..ثم يئست واستسلمت لمشيئة الخالق البارئ...
عاش جيلا كاملا ،متشردا بائسا تعلوه ثياب متسخة بالية..يبيت في العراء يقاسي حر الصيف وبرد الشتاء...
وفي أمسية شتاء مثلجة لجأ فيها إلى بيت أبيه كأنه يطبق مقولة ( الرجوع إلى الأصل فضيلة) ..
ثمة لفظ آخر أنفاسه ليبرح الدنيا ومتاعبها وينهي بذلك مأساة عانى منها الكثير ليريح ويستريح في ذمة الملك الديان ...عليه رحمة ربه....أخوكم إبراهيم بتصرف.
ملاحظة **
""""""""""""
إنها قصة مأخوذة من الواقع وليس كل منا بمنآى عما ابتلي به الشخص فلنستعذ بالله من عاقبة السحر ولنترحم عليه..
"""""""""""""
شب على صوت الرصاص ملعلعا،وعلى وقع القنابل مدمرا، وعلى دوي المدافع مفزعا...
فلقد سئم رؤيته لجحافل العدو تغدو بعساكرها وتروح في تلك الربوع،وقد عاثت بين الديار تقتيلا وتشريدا وتنكيلا بأهاليها العزل...
ثمة انتابه غيظ شديد جثم على صدره،وبدا له كابوس ليله وغم نهاره...وما شفى غليله وأذهب عنه شؤمه إلا تلك الملاحم التي ينفذها أشاوس الجبال بين الفينة والأخرى ردا لكرامة الشيوخ والعجائز والأطفال الأبرياء....
تأججت شعلة المشاركة في تلك البطولات لديه..فراح يتودد إلى قائد مجموعة من الجنود عله يقبل إلتحاقه بالكتيبة التي ألفت المجيءإلى تلك البادية..وذلك للتزود بالمؤن والألبسة وأخذ قسط من الراحة تحت حراسة مشددة..
كيف لا يطمع بذلك وقد كان صلب العريكة ،قوي الشكيمة، صعب المراس.رغم ما يبدو عليه من صمت وهدوء..
عاود الكرة مرارا إلى القائد،لكن صغر سنه وقف حجرعثرة لمبتغاه...فكلفه القائد بمهمة تزويد الكتيبة ببعض الأطعمة والألبسة وكذا جلب أخبار العدو وتحركاته...وحتى كل فعل قد يضر بالثورة.وكل فعل مريب بالأرجاء.. ..
أحب شقيقه الذي يصغره حبا كبيرا..فقد كان يرى فيه أسرته. إذ فتح عينيه فوجد نفسه يتيم الأب ،فلم يستطع أن يتذكر ملامح وجهه...أما أمه فقد عاودت الزواج،ليكفله عمه،..
وكثيرا ما دافع عن شقيقه بضراوة وقساوة على كل من خولت له نفسه أذية أخيه...وفي كثير من الأحيان كان يجادل عمه في أمور مختلفة...
وبمقابل هذه الشدة كان يتفقد والدته رفقة شقيقه كلما سنحت الفرصة لذالك ويجتهد في برها .فيجتمع بباقي إخوته لأمه...يسود الود أياما تسعد فيها الأم الغالية برؤية بكرها وقرة عينها ...فلا تترك لفظا إلا دعت به وتضرعت لمولاها في السر والعلن أن يحفظهما ...
تعاقبت السنون على تلك القور والربا والشعاب ،وامتزج فيها عبق الورد بعبير الدم القاني الذي كان يذكي مسكا..واختلط فيها بكاء الفجيعة بزغاريد الفرح والفخر...
رفرفت راية الحرية خفاقة في السماء ، وقد تجاوز الفتى عقده الثاني بقليل...
قرر حينها الهجرة لكسب قوته ...وما إن حل بالمهجر حتى وجد عملا في شركة ألفى فيها الكثير من بني جلدته...
سرعان ما تحسنت حالته المادية ،فأقفل راجعا إلى أهله في مظهر مغاير وفي وضع أفضل ..وبادر بإصلاح بيته وترميمه ....أحضر أمه الحنون لتشاطره فرحته..ثم عمد إلى خطبة قريبة له...ورغم تردد أهلها إلا أنهم وافقوا على مضض...أقام وليمة كبيرة دعا إليها أهله...ثم أقلع عائدا للغربة ..حيث تحذوه عزيمة كبيرة لجمع مال وفير يتم به عرسه..لكنه ولعلة ما أضحى سقيما وأحس بالفشل وبدأ يتغيب عن العمل ...ظهرت بجلده بقع حمراءأثارت له حكة رهيبة أرقته ليلا وأضنته نهارا..ثم تفاقمت الحالة حتى أصبح يهذي بما لا يعي..فطردته الشركة إلى حين ان يشفى.
ولما حط في أرض الوطن ووفد على أهله أيقن الجميع أنه أصيب بسحر ليلة الوليمة .خاصة بعد أن أصبح يكلم نفسه ويغوص في ضحك هستيري ويتأمل الجدران..
بكته أمه بحرقة شديدة..وسعى شقيقه في مداواته لكن دون جدوى..
ساءت حالته مع تعاقب الأعوام ..وأصبح ينام في العراء أو عند الجيران وبعض الأقارب .وينتظر اللقمة من ذوي القلوب الرحيمةبعد أن كان علما في قومه..ورغم كل هذه المعاناة بقي المسكين وفيا لزياره أمه والتردد عليها ....فكانت تذرف دموعا حارة ملؤها الحرقة والأسى على فلذة كبدها..ثم يئست واستسلمت لمشيئة الخالق البارئ...
عاش جيلا كاملا ،متشردا بائسا تعلوه ثياب متسخة بالية..يبيت في العراء يقاسي حر الصيف وبرد الشتاء...
وفي أمسية شتاء مثلجة لجأ فيها إلى بيت أبيه كأنه يطبق مقولة ( الرجوع إلى الأصل فضيلة) ..
ثمة لفظ آخر أنفاسه ليبرح الدنيا ومتاعبها وينهي بذلك مأساة عانى منها الكثير ليريح ويستريح في ذمة الملك الديان ...عليه رحمة ربه....أخوكم إبراهيم بتصرف.
ملاحظة **
""""""""""""
إنها قصة مأخوذة من الواقع وليس كل منا بمنآى عما ابتلي به الشخص فلنستعذ بالله من عاقبة السحر ولنترحم عليه..
زائر- زائر
مواضيع مماثلة
» وصايا (ابراهيم مقدير)
» مجرد رأي (ابراهيم مقدير)
» أبطالنا (ابراهيم مقدير)
» هو البحر (ابراهيم مقدير)
» لحظات من ذهب (ابراهيم مقدير)
» مجرد رأي (ابراهيم مقدير)
» أبطالنا (ابراهيم مقدير)
» هو البحر (ابراهيم مقدير)
» لحظات من ذهب (ابراهيم مقدير)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 12, 2023 8:36 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» موضوع المبادرة ( جدارية الألم والأمل)
الأحد فبراير 12, 2023 8:34 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» سجل أيها الأدب (رسالة إلى وزير العدل)
الثلاثاء سبتمبر 27, 2022 1:34 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة سعاد كاشا (المشاركة 26)
الأحد سبتمبر 18, 2022 7:46 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة أميرة دبل (المشاركة 25)
الخميس سبتمبر 15, 2022 10:00 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة خديجة حسين تلي (المشاركة 24)
السبت أغسطس 27, 2022 10:28 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر عامر غلاب ( المشاركة 23)
السبت أغسطس 27, 2022 10:26 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر سالم قوادرية العامري ( المشاركة 22)
الجمعة أغسطس 26, 2022 3:54 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر محمد مهيلة (المشاركة 21)
الجمعة أغسطس 26, 2022 12:16 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة