أرشيف (ابراهيم مقدير)

أرشيف
""""""""""""
وأنا أبحث عن كتاب كان لي فيه مأرب، في مكتبتي عفوا( مجموعة كتبي). سقطت خلال البحث صورة إستوقفتني حينها طويلا .
كانت صورة قديمة مرت عليها عقود ،إذ كنت يومها ورفيقي شابين أخذا صورة تذكار في مرحلة الثانوية...
ثمة مر شريط الذكريات على ذهني وإسترجعت ذاكرتي ما أمكن من أحداث ....فمنها ما بدى لي وأنه حدث البارحة ،ومنها ما غدا مثل كابوس مرعب لا يدرك صاحبه شرحه متى إستفاق....
ظل قطار الذكريات يدوي وينتقي عنوة عني محطاته، ويتوقف في أيها شاء ورغب..لكن بعض العربات فيه كانت تبدو حالكة سوداء كشريط صور أتلف بعضها...
وكنت أستمتع ببعض الومضات حينها وأمتعض لأخرى أحيانا
خاصة وأن القطار يسرع حينا كأني به يطلب مني غض الطرف عن شيء..ويتريث حتى أخاله يتعمد تنبيهي ..
بقيت لدقائق أتأمل تلك الصورة ومدى عفويتها ثم قررت أن أحتفظ بها ( كناقوس يدق في عالم النسيان) ..في زمن طغت فيه الظرفية والغاية والسرعة في شتى جوانب الحياة المتشعبة فحتى الصورة تكاد تفقد نكهتها وسط الرفوف وعوضت بما تحضنه الأنامل وتسنده الكفوف....إبراهيم.