تأبط شرا (ابراهيم مقدير)

تأبط ...شرا
""""""""""""""
لقب أطلق على شاعر وفارس جاهلي وهو لا يزال يافعا قد دس في خراجه " حية" ليفتك بزوج أمه.... حسب الروايات.....
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
لكن يبدو أن هته السمة وتلك الخصلة قد راقت الشعب الجزائري منذ حقبة الإحتلال الغاشم، حين تأبطت بعض الحرائر منه حقاىب مزودة بقنابل تهز بها مقاهي وحانات وتجمعات المعمرين ..... فكانت حينها حقائب خير محمودة....
وبعد الإستقلال عشق الجزائريون التأبط وإلحاق الضرر بإخوانهم بل حتى بأنفسهم.....
فهذه سنوات الأزمة تفتك بما تأبطه الأشرار بجميع فئات المجتمع ،في المطارات والأزقة والأسواق بل طالت حتى المقابر....
أما في أروقة المحاكم فقد تأبط المحامون والقضاة حقائب لملفات شر زورت اوراقها فرجحت مرارا... وفي كثير من الأحيان كفة هذا على ذاك....فعلا الباطل فيها على الحق....
وتلك محافظ أبطت في قاعات فسيحة من أجنحة الوزارات
والمديريات وفي الفنادق الفخمة،فطفا فيها ما يغطي الحقائق المرجوة،وبدى منها كل زيف وزيغ.....
ولكم ضاقت محافظ خبراء المصاح الإقتصادية والإجتماعية بما في جعبتها من أوراق كلها محرفة مبدلة معدلة وفق رغباتهم وإرادة غيرهم.....فعادت بالوبال على المجتمع....
ولطالما دست في حافظة تأبطها مسؤول ،وثائق تحمل ظلما وهضما لصاحب حق في مسكن يقيه شر التشرد أو لذي حق في شغل يقيه شر التمرد...
وهذا تأبط آخر شمل فلذات أكبادنا ،حين لجأ تلميذ المتوسط والثانوي ،إلى حمل شبه محفظة مشوبة عليها رسومات ورموز غريبة،وبداخلها ما لا يمت للتعليم بصلة البتة....من جوال إلى سماعات إلى سلاح أبيض فغدا يتأبط شرا....
ونختم بتأبط النسوة لحقائب عجيبة، تحمل في طياتها نسخا معدلة من صاحباتها......فهذه مساحيق وتلك مرايا وذاك جوال غلا ثمنه .ً...ناهيك عن حزمة نقدية للحاجة وربما حتى الغيار الداخلي لتشكل شرا مستطيرا بالمجتمع ربما صنف الأخطر......
ترى هل تنم مثل هذه المظاهر عن عدوانية الشعب الجزاىري ؟؟ وهل تجذر الشر فينا؟؟..
فهل نلوم الشاعر الفارس" تأبط شرا" على فعلته ،أم نلوم أنفسنا ....أم نرجو من المولى القدير الستر والعفو في ربوع وطننا الحبيب........إبراهيم مقدير....