بحـث
المواضيع الأخيرة
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
كم نحن ضعفاء (ابراهيم مقدير)
صفحة 1 من اصل 1
كم نحن ضعفاء (ابراهيم مقدير)
كم نحن ضعفاء..!!
"""""""""""""""""""""""
ريثما تجهز وجبة العشاء ،كنت مستمتعا بمشاهدة برنامج وثائقي على شاشة التلفزة ،وحولي صغاري الثلاثة وقد شد إنتباههم فحوى المعروض...لكن أصغرهم سرعان ما كان يشتت تركيزي، فأسكته بحضن فقبلة ربما كانا بمثابة رشوة....
نزل علي وابل من الأسئلة حول البرنامج إياه ، فتارة أجيب وأخرى أتملص إلى أن إنقطع التيار الكهربائي فجأة ....
ثمة ساد صمت رهيب وأطبق وجوم غريب عم البيت للحظات ثم صاح الأطفال : وماذا سنفعل الآن؟؟
أنا بدوري رحت أبحث عن شيء أتسلى به ،وقد أشعلت شمعة خافت ضوؤها،ففكرت في الهاتف الجوال وإذ به قد تدنى مستوى شحنه إلى الحضيض، ثم إهتديت إلى مطالعة كتاب لكن النور لا يفي بالغرض....إثرها لم أنتبه إلى الأبناء وقد إنصرفوا من حولي، هنا جالت ذاكرتي ورجعت عقودا إلى الوراء وارتسمت بعض الصور و/ الكليشات من الماضي/ في البادية الموحشة المقفرة،حيث لا كهرباء ولا غاز المدينة ولا حتى ماء الحنفية، فبالكاد فتيل قنديل مزود بقنينة مليئة بالغاز يتراقص ضوؤه على محيا رجال ونساء قهروا قساوة الطبيعة، والتفوا حول موقد جمع حطبه بمشقة وعناء، يتسامرون ويتبادلون الأحاجي بعد يوم شاق متعب إما في الحقل أو في الزريبة أو على قمة الجبل...
ومما زاد من دهشتي حينما تخيلت حال هؤلاء الأشاوس من آباء وأجداد وأمهات وجدات، إبان فترة الإحتلال الغاشم حيث لم يكن لديهم تلفاز أنيس ولا كتاب جليس وكانوا يرتقبون في كل حين دورية العسكر من الفرنسيس...
ثم عرجت مخيلتي إلى أؤلئك العظماء الذين ألفوا الكتب وجابوا الأقطار وفتحوا الأمصار من العلماء والفاتحين والصحابة الأخيار.. ولم تكن لديهم هذه الوسائل والإمكانات وهذه الدعة والدلال ..
حاولت حينها إجراء مقارنة بسيطة بين شاب من تلك الحقب وشبابنا اليوم ، فتمثلت أحدهم وقد تدلى سرواله الضيق من وراء خصره يطارد ذئبا غار على القطيع فجاة في جنح الليل، وقد أعاقه قرطه وعقده ،بل وظفره الطويل وتعثر ببلغته المزركشة على حمل العصا ليطادر لصوص المواشي....
ثم وضعته في موضع المجاهد الذي يبيت بين الأفاعي يترقب دورية للعدو ...أو أقلها يبيت ليله منهمكا في كتابة وتفسير مسألة دينية عويصة أو مقال ينير به العقول ، على ضوء فتيل ، وعبثا رحت أتخيل فتاة ألفت التسمر أمام التلفزة تضع سماعة الهاتف وتتابع مسلسلا للعشق والهيام وتتاوه عند كل لقطة.....ظننتها تتفقد خم الدجاج عند المغيب وتطهو الرغيف بين الأثافي تكابد حرقة الدخان ولظى اللهيب... قطع تفكيري صوت التلفاز وهتاف الأطفال / رجع الضو/وعلى مائدة العشاء قد حضرت ..
فأيقنت حينها أنه لا مجال للمقارنة وأدركت ضعفنا أمام قلة أو إنعدام مثل هذه الضروريات التي كانت فيما مضى كماليات........إبراهيم مقدير
"""""""""""""""""""""""
ريثما تجهز وجبة العشاء ،كنت مستمتعا بمشاهدة برنامج وثائقي على شاشة التلفزة ،وحولي صغاري الثلاثة وقد شد إنتباههم فحوى المعروض...لكن أصغرهم سرعان ما كان يشتت تركيزي، فأسكته بحضن فقبلة ربما كانا بمثابة رشوة....
نزل علي وابل من الأسئلة حول البرنامج إياه ، فتارة أجيب وأخرى أتملص إلى أن إنقطع التيار الكهربائي فجأة ....
ثمة ساد صمت رهيب وأطبق وجوم غريب عم البيت للحظات ثم صاح الأطفال : وماذا سنفعل الآن؟؟
أنا بدوري رحت أبحث عن شيء أتسلى به ،وقد أشعلت شمعة خافت ضوؤها،ففكرت في الهاتف الجوال وإذ به قد تدنى مستوى شحنه إلى الحضيض، ثم إهتديت إلى مطالعة كتاب لكن النور لا يفي بالغرض....إثرها لم أنتبه إلى الأبناء وقد إنصرفوا من حولي، هنا جالت ذاكرتي ورجعت عقودا إلى الوراء وارتسمت بعض الصور و/ الكليشات من الماضي/ في البادية الموحشة المقفرة،حيث لا كهرباء ولا غاز المدينة ولا حتى ماء الحنفية، فبالكاد فتيل قنديل مزود بقنينة مليئة بالغاز يتراقص ضوؤه على محيا رجال ونساء قهروا قساوة الطبيعة، والتفوا حول موقد جمع حطبه بمشقة وعناء، يتسامرون ويتبادلون الأحاجي بعد يوم شاق متعب إما في الحقل أو في الزريبة أو على قمة الجبل...
ومما زاد من دهشتي حينما تخيلت حال هؤلاء الأشاوس من آباء وأجداد وأمهات وجدات، إبان فترة الإحتلال الغاشم حيث لم يكن لديهم تلفاز أنيس ولا كتاب جليس وكانوا يرتقبون في كل حين دورية العسكر من الفرنسيس...
ثم عرجت مخيلتي إلى أؤلئك العظماء الذين ألفوا الكتب وجابوا الأقطار وفتحوا الأمصار من العلماء والفاتحين والصحابة الأخيار.. ولم تكن لديهم هذه الوسائل والإمكانات وهذه الدعة والدلال ..
حاولت حينها إجراء مقارنة بسيطة بين شاب من تلك الحقب وشبابنا اليوم ، فتمثلت أحدهم وقد تدلى سرواله الضيق من وراء خصره يطارد ذئبا غار على القطيع فجاة في جنح الليل، وقد أعاقه قرطه وعقده ،بل وظفره الطويل وتعثر ببلغته المزركشة على حمل العصا ليطادر لصوص المواشي....
ثم وضعته في موضع المجاهد الذي يبيت بين الأفاعي يترقب دورية للعدو ...أو أقلها يبيت ليله منهمكا في كتابة وتفسير مسألة دينية عويصة أو مقال ينير به العقول ، على ضوء فتيل ، وعبثا رحت أتخيل فتاة ألفت التسمر أمام التلفزة تضع سماعة الهاتف وتتابع مسلسلا للعشق والهيام وتتاوه عند كل لقطة.....ظننتها تتفقد خم الدجاج عند المغيب وتطهو الرغيف بين الأثافي تكابد حرقة الدخان ولظى اللهيب... قطع تفكيري صوت التلفاز وهتاف الأطفال / رجع الضو/وعلى مائدة العشاء قد حضرت ..
فأيقنت حينها أنه لا مجال للمقارنة وأدركت ضعفنا أمام قلة أو إنعدام مثل هذه الضروريات التي كانت فيما مضى كماليات........إبراهيم مقدير
زائر- زائر
مواضيع مماثلة
» أبطالنا (ابراهيم مقدير)
» هو البحر (ابراهيم مقدير)
» لحظات من ذهب (ابراهيم مقدير)
» تمهل (ابراهيم مقدير)
» الكارثة (ابراهيم مقدير)
» هو البحر (ابراهيم مقدير)
» لحظات من ذهب (ابراهيم مقدير)
» تمهل (ابراهيم مقدير)
» الكارثة (ابراهيم مقدير)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 12, 2023 8:36 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» موضوع المبادرة ( جدارية الألم والأمل)
الأحد فبراير 12, 2023 8:34 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» سجل أيها الأدب (رسالة إلى وزير العدل)
الثلاثاء سبتمبر 27, 2022 1:34 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة سعاد كاشا (المشاركة 26)
الأحد سبتمبر 18, 2022 7:46 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة أميرة دبل (المشاركة 25)
الخميس سبتمبر 15, 2022 10:00 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة خديجة حسين تلي (المشاركة 24)
السبت أغسطس 27, 2022 10:28 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر عامر غلاب ( المشاركة 23)
السبت أغسطس 27, 2022 10:26 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر سالم قوادرية العامري ( المشاركة 22)
الجمعة أغسطس 26, 2022 3:54 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر محمد مهيلة (المشاركة 21)
الجمعة أغسطس 26, 2022 12:16 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة