العودة إلى المدارس (حركاتي لعمامرة)

# العودة الى المدارس ( 2018/ 2019)

كلما حلً ايلول بنسائمه الخريفية المعبقة برائحة عناصر الأرض ، عادت سواعد الفلاحين إلى الحركة الدؤوبة ، وعاد المصطافون الهاربون من لفح شمس الجنوب المحرقة ، وعادت تغاريد البلابل والطيور مع كل صباح على افنان الأشجار وتمايلت أشجار النخيل حبلى بعراجين التمور الذهبية ، وعادت قطعان الاغنام تثغو وهي تملأ الوادي بهجة وحبورا بعد ان كانت في الشمال وكأني بها إشتاقت لموطنها...تعود الحركة دائبة كل خريف للأرياف كما المدن .. فكل كائن كان يعيش السبات الصيفي يستيقظ مع مطلع أيلول الجميل..
اما الطقس فيبدأ بالتراجع شيئا فشيئا ليفتح الباب لشتاء ترتعد له الفرأئص ...
يحل الخريف فتنتعش الحياة ، ويصبح الجنوب محط الأنظار وإليه تشد الرحال ...
ويستبشر تلاميذ المدارس خيرا بعودة مدارسهم بثوب جديد ....لتلبس المدارس حلة جديدة بالوان مزركشة يعشقها الأطفال لتشكل مصدر بهجة لديهم ، وممايزيد الصورة بهاء هي المكتبات التي تتفنن في عرض سلعها من محافظ وكراريس وكتب بطريقة تجذب إليها الانظار فتشكل هذه الفسيفساء مشهدا يعجز عن رسمه اشهر الرسامين ، تستعد المدارس لتستقبل قوافل المتعلمين من شتى الاعمار ..فبالتوفيق لكل ابنائنا وبناتنا وموسم دراسي ناجح بإذن اللًه
واتمنى للچميع معلمين ومدراء ومفتشين واولياء وطلبة اتمنى لهم موسما دراسيا مكللا بالنجاح ...
تذكرت أنني بالأمس القريب كنت أستاذا اعلم الصًغار من تلاميذ واكون الكبار من معلمين ومعلمات جدد ...فكادت دموعي ان تنزل وانا اتذكر تلك الأيام الحلوة بين البراعم القادمة إلى فضاءات المستقبل والتي بدأت ارى منتوجها وانا متقاعد فالتقي بتلاميذي وهم يقدمون لي خدمات في شتى القطاعات ...ومن قال إن المدرسة الجزائرية عقيمة فقد كذب كذبة لن يغفرها له الزمن ...فمرحى لمدارسنا وطوبى لتلامذتنا...
وعأم دراسي مكلل بالنجاح إن شاء الله..

حركاتي لعمامرة بسكرة 4 سبتمبر ( أيلول) 2018