لا تلمني ( العدوالي نور الدين)

لا تَلُمني...!

مدخل: في منتصف الرّحلة ، تتدخّل ظروف طارئة ، فيأتي قرارُها دون سابق إنذار صادِمًا ، و يأتي بَعدَ الوِصالِ الهَجرُ و القطيعة ، و تبدأ رحلة ثانية شِعارُها: دَعني أَعِش حياتي ، و عِش - كما تشاء- حياتَك:

حَدَّثَتني في تَعالٍ :لَن أعودَا
لا تَلُمني في غَرامي لَن أَزيدَا !
كُنتَ شَمسي كُنتَ هَمسي حينَ أُمسي
حينَ أَضحى كُلَّ يومٍ كنتَ عيدَا!
ذاكَ ذَنبي لا تَزِدني يا حبيبي
ما مَضى مِن عُمرِنا لا لَن يعودَا!
ذاكَ شأني فَلتَدَعني في عَذابي
ظَلَّ قلبي في هَواهُ مُستَزيدا
أنتَ تَدري أنَّ حِبري فيكَ يَسري
ذا قُلَيبي في الهَوى أمسى وحيدَا!
لا تَسَل بَل لا تَقُل: ما بالُ روحي
كيفَ فيها ذا الشَّذى ينمو عنيدَا ؟!
ما عَساني في حَناني وَيحَ عُمري
لَيتَ شِعري ذا الفَتى يَحيا سعيدَا!
قُلتُ:زيدي ذا وَريدي اِذبَحيني
اسلخــيني كَــم أنا كنتُ بَلـــيدَا!!!
يا لَجُبني ضاعَ مِنّي كِبريائي
كَم رَجاني: يا فؤادي كُن جَليدَا!
ذا الهَوى يُفني رِجالًا يا كُبَيدي
يُسقِطُ الأَوتادَ قَهرًا و الحَديـــدَا!!
مَن يَسِر° خَلفَ الأماني في زماني
كَطُفَيلٍ يبتغي المَجــدَ التَّليـــدَا!!
ذِكرياتي يا حياتي حَرِّقيها
فَبُكائي و اكـتِوائي لَن يُفــــيدَا!!
قُلتُ بَيني بَينَ عَيني: يا رُموشي
ماتَ قَهرًا مَن رَجا الحُلمَ البعيدَا!!
يا فؤادي في اعتِقادي مِسكُ شِعري
ليسَ إلّا عاشـــِقًا أضْحَى شهــيدَا!!
كَم سَقَينا مِن نَخيلٍ في هَوانا
كَم لَمَسنا فَـــوقَنا طَلعًا نَضـــيدَا!!
لا تَقولي قَد رَماني ، قَد جَفاني
فَلْأُضَمِّدْ في الهوَى جُرْحًا جَديــدَا!!
إن تَشائي في اختِفائي لا تَعودي
أنتِ دائي عَن دوائي لَن أَحـــــيدَا!!

شاعر البيضاء نورالدين العدوالي / عين البيضاء / الجزائر