رزان ( عبد الحميد عبد الحميد مشكوري)

عبد الحميد عبد الحميد مشكوري
يكتب ..........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَازَانُ حبيبَتِي
ــــــــــــــــــــــــ
دعْ دُمــــوعي نــَـــــازِلاتٌ
كالـــــغيثِ حــين يَنــــْــغَزِر
فالدُّموع للقلوبِ مُـــدَاوِ ياتٌ
حـــــين الدّمـــوعُ تَنْــهمِـــر
فدُمـُـوعي كانت غـَــــالياتٌ
لكــــنَّ المشهـــدَ مُوجِــــــع
علـــى الوجــــدان مــُـــؤثِّر
يــــــــوم اسْتشـــهادِ رازانُ
أَصَــابني بِموتـِـــها القَــــهر
قاتِــلُها نفسُــه كــان قاتـِــلي
صُـــهيونيٌّ مهمـــتُه القـَــتل
مــَـعًا فــي موضِــعِ النّبـض
أصـــابنا الطعْـــنُ والغــَــدر
فاضَــتْ روحُــها شهيـــــدةً
وفاضـــت روحــي تَحَـــسُّر
بيـَـاضُ ثوبـِـها عفَّــة ونقَـاء
وموتُهــا في عُمـق الجُــرح
نـــورٌ يشـِــعُّ وسلامٌ وطـهر
وســـوادي حـُــزنٌ وعَــزَاء
على فــراقِ روحِ الـــرُّوح
حيـــن فارقــتنا مُودِّعـــــةً
دَمَـعَ الفُـؤاد وأجْـهَش الثَّغر
لحظــاتٌ سادَهـا الصـَّـمت
وذُهـــُول ســـاده سُــــكون
في وسطــه بُركــانٌ يثُــور
آهٍ يا قـَـاتـلي ليتَــك قَــتَلْتنِي
ألف مَـرَّة بألـفِ رَصاصَـة
وتَركــت رازان تَسْتـــــمِرّ
لعلّهـــا تُنقِذ مَخَاض طِــفْل
سيُولَد في زمن العَصْـــف
لكــــَّنه رغـــم جَبــــرُوتِك
سينـــمُو ويحبـُـو ويكبـُـــر
سَتُعلِّـمه رازانُ المُقــاومةَ
وتعلِّمه رازانُ كيْف يَثْـــأر
فإن أنت اليــوم ذبــــحتني
بقتـــل رازانَ فأعلـم يقيـنا
أن بنـــاتِنا كلّـــــهُّن رزانُ
يحمـــــــلن بيــــد رايــــةً
وبأخـــــرى يَلِـــــدْن ثُوَار
والجُـــــرْمُ طــــول الدَّهر
وصمـةٌ في جَـبِينِك وعـار
وخيبــةُ أملٍ تذوقُـها يَـومًا
ويَســـــــقيك الَّزمــَــــــانٌ
مـن نـفس الكـأس وأمَــــُّر
ورزان إن غَــادَرَتْــــــني
فالمــــوتُ منَحَها وِسـَـاما
واستـــشهــادُها اِفتِــــخَار
في القلوب رازانُ تحــــيَا
مهما مرت علينا الأعْمَـارُ
فالأرضُ بدمــِـها طـَهُرَت
وبدم طفلٍ أمامك لا يَفِـــرُّ
رازان حبيبتي قُرِّي عَـيْنًا
بجوارِ البتُولِ والزهــراءِ
فَحَسُن مَثوَاكِ والمُستَـــقَرُّ
عند ربي المالك المقتدر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر : عبد الحميد عبد الحميد مشكوري
الجزائر ـ بسكرة ـ 05/06/2018