ونزداد كيل بعير (نورالدين العدوالي)

معارضة لشاعر الرسول(ص) " كعب بن زهير"

مع الكعبيّين في طريقهم إلى مدينة الحبيب ( ص).

" و نزدادُ كَيْلَ بعير "

عُذرًا سُعادَ الصّبا ما العِشقُ مأمولُ
و لا بِيَ القلبُ مُذْ ناداكِ مَوصولُ
أسْرَجْتُ خَيلي و ما بارَحْتُ أُرْكِضُها
لِطَيْبَةِ المُصْطفى و الطّرْفُ مذهولُ
قالتْ : ألا قُمْ بنا نَقصِدْ مدينَتَهُ
قَلبِي على حُبِّه لا رَيْبَ مَجْبولُ
هذا رسُولُ الإلَهِ فاشْهَدي أبَدا
يا خَيْلُ مِنْ عِندِ رَبّ الكوْنِ مرسولُ
طِيري بنا يا مُغيراتِ الصّباحِ معًا
لا يُثْنِيَنَّكِ عَرْضٌ لا و لا طولُ
نأتي الحبيبَ اليتيمَ المُجْتَبى خُلُقا
نرجو شفيعًا و أمْرُ اللهِ مفعولُ
يا سيّدي كَمْ جَلَوْتَ الحَيْفَ عَنْ أُمَمٍ
قَدِ اسْتوى عندَها عالٍ و مَرْذولُ !
حَطَّمتَ أنْصابَ شِرْكٍ يحْتَمي عَبَثا
بها ضِعافُ النُّهى الحَمْقى المَهازيلُ !
جاهَدْتَ جَوْرَ الأُلى آذوكَ مُحْتسِبًا
تدْعوهُمو مُصْفِحًا لا سيفَ مسلولُ
لِلّهِ ما أعْظمَ البُشرى وقدْ سقطتْ
أرْبابُ شِرْكٍ و أنْصابٌ تَماثيلُ!
لَوْ أنَّ أشْرافَ قوْمٍ أُخْرِجوا نَقَمًا
من دُورِهمْ لاعْتَرَتْهُمو العَقابيلُ!
يأتيكَ عَبْدٌ يرومُ العِتْقَ تعْتِقُهُ
كمْ يصْبِرُ العَبْدُ خوْفًا و هوَ مخذولُ!
تَسُفُّ مَلَّ الصّحاري تكْتوي ظَمَأً
و يَسْتقي الكوْنُ و المُخْتارُ معلولُ !
مَنْ ذا لْأَتى لِرَغيفِ الخُبْزِ يشْطرُهُ
نِصْفيْنِ إذْ يسْتوي شِبْلٌ و مسؤولُ ؟!
مَنْ ذا الّذي إنْ تَلا حَرْفًا على لَبَنٍ
يَرْوِ العَطاشَى و هُمْ كُثْرٌ شَماليلُ ؟!
عَلّمْتَ بِنْتَ " العَتيقِ" الصّبْرَ على تُهَمٍ
و تَحْرِقُ الكَبِدَ الحُرَّ الأباطيلُ !
آثَرْتَ في السّلْمِ دَرْبًا بِتَّ سالِكَها
و إنْ تنادَتْ تُعاديها الأقاويلُ
في الخَلْقَ أنتَ لِشَمْسِ النّاسِ رَوْنَقُها
في الحُسْنِ أنتَ لِوَرْدِ الحُبِّ إكْليلُ
لَوْ بَدْرُ الّليالي خَبَتْ دَهرًا أشِعّتُهُ
نورُ البَسيطةِ بالمَرْسولِ موصولُ
مِنهاجُكَ الحَقُّ في الدُّنْيا سَما خُلُقًا
لِلْإنْسِ و الجِنّ بالإسْنادِ منقولُ
لَنْ يوقِفوا هاديًا، لنْ يُطْفئوا قَبَسا
هذا الرَّسولٔ بِحِفْظِ اللّهِ مشمولُ
مهْما سعى مُرْجِفٌ ، مهْما رَمى دَنَسا
فأمْرُهُ بِالهُدى و الّلينِ مفصولُ
يا سَيّدي كَمْ سلامًا، كَمْ مُصافَحَةً
لِقلْبِكَ السّمْحِ ما تُتْلى تَراتيلُ !
نَهواكَ يا جامِعَ الألْبابِ في كَلِمٍ ل. لا يرْتقي عندَهُ قالٌ و لا قيلُ
صلّى عليكَ الإلَهُ ما دعا بَشَرٌ
و ما علا البيْتَ تكْبيرٌ و تهْليلُ !
صلّى و سَلّمَ خَلْقُ الّله أجْمَعُهُمْ
عليكَ يا مَنْ سَرى يُعْليهِ تنْزيلُ
يا مَنْ نُناديهِ يوْمَ الحَشْرِ نسْألُهُ
شَفاعَةً يوْم لا تَخْفى التّفاصيلُ .

شاعر البيضاء نورالدين العدوالي / عين البيضاء / الجزائر